الجمعة، 3 فبراير 2012

محمد محمود مرة أخرى

عدت .. وكالمعتاد العود ليس احمد على الاطلاق .. دائماً العودة مرتبطة بمصيبة ما ..
كنت في البداية احب هذة المدونة .. وكنت اعتبرها مكان لتفريغ الشحنات غير المستقرة من افكاري .. ولكن شيئاً فشيء ارتبطت بأحداث وذكريات سيئة .. ارتبطت بها ارتباط وثيق فكلما حدثت أزمة ما عادت المدونة للظهور في حياتي .. حتى اني بدأت اتساءل عما اذا كانت العلاقة عكسية ايضاً .. فربما اذا اغلقت هذة المدونة لتوقفت الأزمات عن الظهور .. لكنه تفكير طفولي ساذج بالطبع

انه محمد محمود مرة أخرى .. تشابهات كثيرة واختلافات كثيرة مع المرة السابقة

تشابه في ضباب الغاز المسيل للدموع برائحته المميزة .. وصوت اطلاق الخرطوش المستمر 
تشابه في نواح سيارات الاسعاف المهرولة من والى الشارع .. وسيل الموتوسيكلات المسعفة وقائديها ذوي الأعين المدمعة من أثر الغاز .. أو من هول ما يرى من اصابات .. أو كليهما

تباً للتفكير المنطقي .. 

لماذا لا استطيع ان ارى هدف لما يحدث ؟
في المرة الأولى كان الهدف واضح .. منع الأمن من دخول الميدان لحماية المعتصمين بداخله ..
ولكن لكم اتمنى ان أجد هدفاً مقنعاً لما يحدث الآن في محيط وزارة الداخلية

يحدثني البعض عن تخاذل الداخلية في حماية مشجعي النادي الأهلي في بورسعيد وكيف انهم كانوا يشاهدون البشر يقتلون بعضهم البعض دون تدخل منهم .. ويحدثني البعض الآخر عن مؤامرة ما من الأمن لتأديب شباب الألتراس عقاباً لهم على دورهم البارز أثناء وبعد الثورة

فأبادره بالسؤال "أيوة يعني انتا بتضرب في وزارة الداخلية ليه دلوقت ؟" .. فينعقد لسانه ولا يجد رداً منطقياً إلا ما على وزن "أصلهم ولاد ..... عمرهم ما هاينضفوا ابدأ"

لا جدال على ان ما فعله الأمن -أو بالأحرى ما لم يفعله- هو جريمة حقيقية .. ولكن حتى هذا لا يبرر الهجوم على وزارة الداخلية.

الأمر يشبه موظف في شركة اهمل اهمالاً جسيماً في عمله تسبب في خسائر فادحة للشركة .. فلكي ينتقم منه، ذهب مدير الشركة الى بيت هذا الموظف وقام بضرب ابيه علقة ساخنة !

لا علاقة بين الفعل ورد الفعل ..

ولكنه بالرغم من ذلك رد فعل مقدر ومفهوم .. هو نتاج طبيعي لأقتناع الناس التام بتآمر افراد السلطة عليهم وعلى الثورة وعلى مصلحة البلد .. بما يجعلهم بنظرون الى اي شيء يحدث على انه مؤامرة ضدهم .. ولنا في حادثة الحواوشي عبرة.
اتفهم الغضب والألم في صدور الناس مما حدث .. واتفهم ما يفعلونه بدافع الغضب .. ولكن منذ متى ينتج الغضب قرار حكيم ؟

تباً للغباء ..

اكبر خطأ ارتكبته وزارة الداخلية هذة المرة هو استخدام القنابل المسيلة للدموع ..
القنابل لم تعد تفرق الناس كما كان الغرض منها .. بل اصبحت تشحن الناس وتحشدهم اكثر .. فكلما شعروا بألم اعينهم وصدورهم ازدادت كراهيتهم للسلطة .. وازدادت رغبتهم في الثأر من "ولاد ال .... اللي فاشخينا غاز مالصبح"

في رأيي الشخصي أن لربما كان تأثير مدافع الماء في هذا الجو قارص البرودة أشد وطأة من الرصاص الحي .. دون أن تقتل أحداً
ولكن تباً للغباء ..

وتباً لذاكرتنا السمكية ..

امس كنا نشيد -بتحفظ- بأداء وزير الداخلية الجديد وكيف انه اعاد تشغيل آلة الشرطة الخربة المعطلة .. واليوم ننادي باقالته ومحاكمته لتقصيره في تأمين مباراة بورسعيد

قطاع ليس بالقليل من الناس واصحاب الرأي يرون ان ما يحدث من حوادث سطو مسلح وسرقة بالاكراه وخطف وأخيراً احداث بورسعيد ما هي اى حرب شرسة من اصحاب المصالح والفاسدين بوزارة الداخلية ضد وزير داخليتهم لأنه يقوم بعمل جيد في عودة الأمن للبلاد
أنا اشجع هذا الرأي بتحفظ .. ولكني مقتنع تماماً بأن وزير الداخلية مظلوم في ما حدث في بورسعيد .. واتعشم ان تثبت الأيام ذلك.

أما عن الأزمة القائمة .. فليرحم الله الأرواح التي تزهق .. وليعوض خيراً عن العيون التي تفقأ .. وليلهمنا الحكمة لنفرق بين الحق والباطل .. اللهم آمين.
Twitter Bird Gadget