الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

مستعد تدفع كام ؟

الموضوع ليس في كون الثورة الليبية ثورة مكتملة بينما ثورتنا المصرية منقوصة أو شيء من هذا القبيل ..

تعالى نبص من كذا زاوية ونقيم الموضوع بشكل عملي الى حداً ما ..

أولاً : الاستعداد
احنا لما طولنا على الناس شوية في اعتصام التحرير كانوا بيدعوا علينا وبيقولوا الله يخرب بيوتكوا خربتوا البلد !! .. تخيل احنا خربنا البلد باعتصام .. فما بالك لو السيناريو كان اشبه ولو قليلاً بليبيا ..

كنت بتناقش مع أحد اصدقائي في اسباب تمسك الليبين بثورتهم على الرغم من كم الصعوبات اللي واجهتهم .. فكان رأيه أنه طول 40 سنة هي مدة حكم القذافي ليبيا كانت بترجع بضهرها .. فبالمقارنة بمصر ليبيا تعتبر - مستخدماً هذا اللفظ تحديداً - primitive اي بدائية.

النقطة الثالثة والأكثر خطورة هي أن الشعب المصري بطبعه رقيق القلب .. لم يكن ليتحمل مناظر الجثث والأشلاء والدماء والتي كنا نراها في المشهد الليبي كل ساعة .. وكان أول خاطر سيرد على ذهنه أن "ليت ما قامت ثورة" .. سيقولها صدقاً وهو مؤمن بها وسيتحول الثوار بحق الى قلة مندسة ترغب في هدم البلاد وتمكين اسرائيل وامريكا وايران وحزب الله والماسونية والكابالية من مصر !

ثانياً : الثمن
لاجدال على ان ليبيا قد دفعت ثمناً باهظاً اثناء احداث ثورتها .. ثمناً ستظل تسدده لأجيال قادمة ، ما بين انهيار للبنية الأساسية في كثير من المدن والدمار المطبق الذي لحق بجيشها ما بين انشقاق أو هجمات الثوار والناتو .. فإذا كانت البورصة المصرية قد اهتزت بعنف جراء الثورة المصرية على شكلها هذا .. لك ان تتخيل حجم الدمار الذي لحق بالاقتصاد الليبي .. 

البعض قد يرى كلامي هذا غير عملي بحجة أن الاقتصاد الليبي قائم على تصدير البترول .. وهذة ليست المشكلة .. المشكلة انه طيلة 40 تفنن فيها القذافي في كيفية اهدار ثروات ليبيا الطبيعية لم يستطع ان يقيم منظومة اقتصادية صحيحة .. حتى ولو كانت قائمة على تصدير البترول فقط .. كان فاشلاً بكل ما تحمل الكلمة من معاني

النقطة الثالثة هي كم القتلى والشهداء .. كم كنا مستعدون أن نفقد في سبيل نجاح الثورة ؟ .. فلنبتعد أولاً عن الردود غير العملية من قبيل "حتى آخر شاب مصري" .. أنا لا أشكك في نية أحد أو في استعداده النفسي للقتال حتى آخر نفس في صدره في سبيل أن يرى حلمه يتحقق .. ولكني هنا أنظر الى ما يفرضه عليه واقع الأمور من معوقات ..

كما قلت من قبل الشعب المصري رقيق القلب .. فما بين مشاهدته لخيرة شبابه وهو يقضي برصاص قواته المسلحة وما بين سموم الاعلام التابع للنظام .. كنا سنجد 90% من الشعب يسبحون بحمد مبارك بعد شهر واحد من المذابح

ربما شاء القدر أن يجنبنا هذة الأثمان الباهظة في مقابل بعض المفاوضات السياسية .. ولكن لا يستطيع أحد ان يدعي ان البلاد كانت ستقبل دفعها .. 

ثالثاً : مميزات الثورة المصرية
لن أكتب هنا شيئاً محدداً .. سأترك هذا الجزء لك لتعدد فيه ما تراه من مميزات .. انظر الى الثورة الليبية وقارن .. وكن أميناً مع نفسك في المقارنة. 


والخلاصة أنه ربما نجح النموذج الليبي في ليبيا .. ولكنه كان سيفشل فشلا ذريعاً في مصر .

الخميس، 18 أغسطس 2011

عن احداث سيناء نتحدث ..

الجمعة 19/8/2011 .. في تمام الثالثة وخمسة عشر دقيقة صباحاً بدأت كتابة هذا المقال ..

اضطرابات في سيناء .. قتلي في صفوف الجيش المصري برصاص الجيش الاسرائيلي والعكس .. حديث عن جماعات مسلحة وحديث عن اختراق للمجال الجوي المصري من قبل الطائرات الاسرائيلية .. حديث عن عمليات عسكرية اسرائيلية في سيناء وحديث عن رد رادع من الجيش المصري .. حديث عن حرب وشيكة وحديث عن تمثيلية شارك في صنعها المجلس العسكري والحكومة الاسرائيلية لصرف انتباه الناس عن مطالب الثورة وتدعيم الحكم العسكري بمصر ..

لا أحد يعرف اين الحقيقة .. ومحاولة ايجادها ليست موضوع هذا المقال ..

كل ما في الأمر هو اني طرحت على نفسي بعض الأسئلة وشعرت بفيض من المشاعر المتداخلة التي شعرت بأهمية تفريغها في هذا المقال .. لعلي احتاج ان اتذكرها في يوم ما ..

ماذا لو نشبت حرب بيننا وبين اسرائيل ؟

فور ورود هذا السؤال الي ذهني شعرت بسعادة وحماس غير مبررين .. كما لو كنت اتوق الى حدوثها ..
انا لست شخص دموي بطبعي .. ولست متأكد من انتصارنا في هذة الحرب .. وبالرغم من ذلك فأنا اتمنى ان استيقظ ذات يوم لأجد مصر قد اعلنت الحرب على اسرائيل ؟

تسأل لماذا ؟

ربما لأني سئمت السلبية في كل المواقف المصرية من جهة .. وسئمت الغطرسة والغرور الاسرائيلي / الأمريكي من جهة أخرى
سئمت مشاهد القتلى والجرحى الفلسطينيين شبه اليومية .. وسئمت لا مبالاة اسرائيل بمن تقتل ..
سئمت الشعور المسيطر على اغلبية الشعب المصري بأن امريكا هي سيدة العالم .. وأن ما تشاءه يكون
سئمت الشعور الدائم بوجود مؤامرة غربية على مصر .. وانه ما من شيء يحدث الا ووراءه مؤامرة تهدف الى اضعاف مصر والعرب من وراءها ..
سئمت الصاق تهمة الارهاب بكل ما هو عربي ومسلم .. سئمت سوء معاملة الغرب للعرب باعتبارهم ارهابيين وهمج حتى يثبت العكس

سئمت كل هذا حتى سئمت السأم نفسه .. 

هل سأتطوع في الجيش اذا قامت الحرب المذكورة ؟

نعم .. لأني ببساطة لم أستطع التفكير في ميتة أفضل من الموت في مواجهة الجيش الاسرائيلي .. 
قد أموت .. لكني لن اموت الا وقد قتلت ثلاثة منهم ..

قد تكون حرباً خاسرة .. ولكنهم لن ينتصروا !

لن ينتصروا الا بانكسارنا .. ونحن لا ننكسر

قد أموت .. ولكني سأموت مرفوع الرأس ولتمت انت غيظاً .. سأموت مبتسم ولتمت انت كمداً ..

سأموت .. ولكنك لن تنتصر.
Twitter Bird Gadget