من الصعب على الانسان ان يعترف بخطأه .. جزء دفين من الطبيعة البشرية يشعر بالاهانة عند الاعتراف بالخطأ ..
ومع ذلك فأنا أشعر بسعادة أني كنت مخطئ في تقديري لحالة الميدان ..
قلت في التدوينة السابقة أن الميدان قد مات في فبراير ولم يبعث حتى لحظتنا هذه .. فأراد القدر أن يسخر مني .. فإذا بروح الميدان تعود في أحداث 19 نوفمبر
روح الميدان تعود عندما يكون هناك عدو واضح المعالم .. تستطيع ان تنظر اليه في وجهه وأن تقذفه بالحجارة
روح الميدان تتغذى على ارواح الشهداء والمصابين .. فلما توقف نزيف الدم بدأت تذوي وتذبل مرة أخرى ..
لا بأس .. الاعتراف بالخطأ من الشجاعة .. ولكن ..
لا أرى أني كنت مخطئ على طول الخط .. فلازالت القوى السياسية تتناحر على مقاعد البرلمان والميدان هو من يدفع الحساب .. لم يعد الميدان يتصدر عناوين الأخبار وحلت محله أخبار الانتخابات في سائر المحافظات ..
دعونا نعترف أن المجلس العسكري هو المنتصر في هذة الجولة .. فحينما طالبنا برحيل المجلس الفوري اعترض .. ولكنه قدم بديل ارتضاه الغالبية العظمى من الناس وهو الانتخابات .. "حسناً سأرحل ولكن عن طريق تسليم السلطة لبرلمان ورئيس منتخبين" .. ولعل هذا هو السبب الذي يفسر تمسكه بالقيام بالانتخابات في موعدها برغم عدم ملائمة الظروف الأمنية لذلك لا سيما احداث نوفمبر .. فقد رأى أن الانتخابات هي الوسيلة المضمونة لامتصاص البقية الباقية من شرعية مطالب التحرير .. ثم انتهى بنا الحال الى الصورة التي نراها اليوم :
اعتصام هزيل بميدان التحرير يفقد قوته بمرور الوقت .. يشعر كثيراً ممن فيه بالحيرة والارتباك .. فلم تعد المطالب التي ينادون بها واضحة كما كانت .. ولم تعد تجد صدى في نفوس الناس كما هو الحال مع المطالب السابقة .. ولسان حال المجلس يقول "فلتعتصموا كما تشاءون .. الانتخابات تسير على أكمل وجه باعترافكم قبل اعترافنا .. الوزارة الجديدة ستبدأ عملها خلال ايام .. لم يعد وجودكم يسبب لنا ازعاج فهنيئاً لكم الميدان"
شعر الكثير من المعتصمين بمضمون هذة الرسالة .. فتعالت اصوات تنادي بفض الاعتصام ، ليس من باب اليأس ولكن من باب الانسحاب التكتيكي
رأيي أن الاعتصام سيستمر حتى الجمعة القادمة .. إن لم يجدٌ جديد فمصيره الى الانفضاض .. وتلك -في رأيي- هي الخطوة الصحيحة في المرحلة الحالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق