الأحد، 24 يوليو 2011

شهادتي لما حدث في موقعة العباسية 23/7/2011

كانت الساعة حوالي السادسة وخمس دقائق عندما وصلت الى الشارع المؤدي الى مسجد النور بصحبة صديقي عبد الرحمن وصديقه أحمد .. لما قربنا من الجامع لقينا الناس مقسومة نصين وبتحدف طوب وزجاج على بعض .. مكناش عارفين فين البلطجية وفين المتظاهرين .. كنا احياناً بنتراجع في عكس اتجاه مسجد النور واحيانا نضغط في اتجاهه .. لما الدنيا هديت شوية قلنا نقرب شوية عشان نشوف ايه اللي بيحصل عند الجامع .. بعديها بحوالي 10 دقائق لقينا الطوب اشتغل تاني واحنا ساعتها كنا تقريباً في وسط المسافة ما بين الطرفين .. انا وعبد الرحمن جرينا ناحية الجامع وأحمد جري العكس .. افترقنا عن أحمد ومشوفناهوش تاني الا لما رجعنا الميدان .. فضلنا انا وعبد الرحمن مع بعض معظم الوقت ومكناش بنفترق الا للحظات ونتقابل تاني ..

* معركة الطوب والمولوتوف

بدأت المعركة حوالي الساعة 7:00 وفضلت شغالة لحد بعد ما الأمن المركزي وصل بشوية ..
احنا كنا واقفين ضهرنا للجامع وعلى شمالنا كان في شارع جانبي كانت بتحصل فيه معارك جانبية بين المتظاهرين والبلطجية والمعركة الرئيسية كانت بتدور في شارع جامع النور .. كنا بنحاول نضغط لقدام على قد ما نقدر عشان نحمي الجامع والبنات اللي معانا اللي كانوا قاعدين عند الجامع .. نحميهم من الطوب وكسر الزجاج والكلام دا كله 

كانت معركة عنيفة بين الطرفين .. شفناهم بيستخدموا متاريس وصناديق مياة غازية عشان يحموا نفسهم من وابل الطوب .. اضطرينا نكسر بلاط الرصيف عشان نقدر ندافع عن نفسنا .. بعض من البلطجية طلعوا فوق اسطح العمارات اللي على الشمال وانتا مدي ضهرك للجامع وحدفوا علينا قوالب طوب من فوق السطح .. من وقت للتاني كانوا بيحدفوا علينا مولوتوف من الشارع الجانبي اللي على الشمال أو من الجنينة اللي على اليمين .. ماكناش شايفين بالضبط فين مصدر المولوتوف .. احياناً كان بيبقى في صوت انفجارات قوية من ناحيتهم بس ماقدرتش احدد بالضبط اذا كانت دي طلقات صوت أو طلقات حية .. واحدة من قنابل المولوتوف وقعت وسط تجمع من المتظاهرين والنار مسكت في رجل واحد منهم .. قنبلة تانية وقعت على عربية بيجو كانت راكنة والنيران التهمتها عن آخرها .. بذلنا كل جهدنا عشان نطفيها قبل ما تنفجر ..
أعداد الاصابات كانت كبيرة ومتنوعة بداية من كدمات في الرجل والبطن والظهر وحتى جروح قطعية في الرأس والوجه إلى جانب الكسور بمختلف انواعها

في اثناء المعركة كان الشيخ حسنين النجار بيخاطب المتظاهرين والجيش من خلال مكبرات صوت مسجد النور .. كان بيناشد المتظاهرين العودة الى ميدان التحرير حقناً للدماء .. كان بيناشد الجيش التدخل لحماية المتظاهرين .. كان صوته متأثراً ومؤثراً بشدة حتى أنه كان يبكي بشدة أثناء دعاءه .. تأثر الكثير من المتظاهرين بدعاءه فتركوا المعركة وأخذوا يؤمنون على دعاءه .. أتذكر اني كنت أبكى بشدة حينما كان يقول بصوت متهدج ( الشعب يقتل بعضه .. الشعب يقتل بعضه .. يا أهل مصر لا تتركوا شيطان الفتنة يعميكم .. يا أهل مصر احقنوا الدماء .. يا جيش مصر احمي اهلها من الفتنة .. يا جيش مصر احمي العزل المسالمين .. اللهم عليك بالحاكم الفاسد .. اللهم عليك بالحاكم الفاسد .. اللهم عليك بكل من اراد لمصر سوءاً .. اللهم اجعل كيدهم في نحورهم .. اللهم نجي مصر .. اللهم نجي مصر .. اللهم نجي مصر .. اللهم انصر اهل مصر على شياطينهم .. اللهم جمعنا ولا تفرقنا .. اللهم اقبضنا اليك غير مفتونين .. اللهم تقبل شهداءنا ........ )
ثم بدأ بقراءة القرآن بصوت حزين مدو كان يجلجل في المنطقة بأسرها ..

* انسحاب البلطجية ووصول الأمن المركزي 

 وصل الأمن المركزي حوالي التاسعة مساءاً وبدأ في نصب التشكيلات أمام صفوف البلطجية ..البلطجية فضلوا يحدفوا الطوب باتجاه المتظاهرين من أمام ومن خلف الأمن المركزي وهو كان واقف مابيعملش اي حاجة تجاه الطرفين .. شوية والمتظاهرين ضغطوا باتجاه الأمن المركزي والبلطجية فالأمن المركزي فتح طريق على أقصى اليمين عشان المتظاهرين يعدوا ناحية البلطجية وفضل واقف على الحياد .. بعد 10 دقائق تقريباً البلطجية اختفوا تماماً وتبقى الجيش ناحية مسجد النور والأمن المركزي في الناحية العكسية .. والمتظاهرين في المنتصف .. 
مزيج من كراهية المتظاهرين للأمن المركزي وموقفه السلبي تجاه البلطجية اللي كانوا واقفين في وسطه وبيحدفوا علينا طوب .. دفع المتظاهرين الى اخراج غضبهم وغلهم على جنود الأمن المركزي أنفسهم عن طريق سيل من الطوب والحجارة انهمر عليهم حتى ان صوت ارتطام الحجارة بدروعهم كان أشبه بصوت المدافع الرشاشة .. ظل الوابل مستمر لمدة عشر دقائق اخرى حتى خرج جنديين من وسط الدروع يحملون مدافع قنابل مسيلة للدموع .. فأطلقوا 5 قنابل بشكل متقطع باتجاه المتظاهرين .. مما دفعهم للتراجع باتجاه المسجد .. لم يكن المتظاهرين مستعدون للتعامل مع القنابل المسيلة مما أدى الى سقوط الكثير من حالات الاختناق .. 
مع بدء اطلاق القنابل افترقنا انا وعبد الرحمن وماكناش عارفين ندور على بعض لأننا كنا بنفتح عنينا وبنتنفس بصعوبة .. انا كنت عارف انه كان واقف في الصفوف الأمامية .. فكتمت نفسي ودخلت ادور عليه مالقيتوش .. نفسي ضاق بشدة فاضطريت آخد نفس وانا واقف وسط الغاز .. حسيت بسكاكين من نار بتقطع في صدري وحسيت بدوار عنيف .. جريت ناحية الجامع بس مقدرتش اكمل فوقعت على الأرض وانا حاسس باختناق شديد وزغللة في عيني .. نزلت على ركبي لقيت اتنين جم شالوني قصاد بعض ورجعوني ورا عند عربيات الاسعاف .. لقيت حد بيرش حاجة في بقي وعيني .. حسيت بتحسن خفيف والنتفس بقى اسهل .. قمت أدور على عبد الرحمن تاني .. قدمت بعد بوابة المسجد بشوية لقيته راجع من قدام وعينيه حمرا جداً وغرقانة دموع ..

*موقف الجيش

ولا اي حاجة .. من الأول للآخر الجيش كان واقف بيتفرج .. لم يتدخل الا ببعض اطلاق النار في الهواء واللي كان عامل زي بمب العيد .. محدش كان بيخاف ولا حتى بيبص ناحيته .. مفكرش يحمي المتظاهرين من البلطجية .. مما اعاد للأذهان ذكريات موقعة الجمل ..

*موقف الأمن المركزي
 كان -ياللعجب- واقف يتفرج .. محاولش يتدخل برضه لصالح اي طرف .. لكن احقاقاً للحق هو مضربش قنابل الا لما استحمى طوب

حوالي الساعة عشرة اتحركت أنا وعبد الرحمن وقررنا نرجع الميدان .. انضمينا لمجموعة صغيرة من الشباب ومشينا نهتف في الشارع .. ركبنا المترو وفضلنا نهتف جوة العربية .. نزلنا نهتف في المحطة .. وطلعنا نلف في ميدان التحرير واحنا بنهتف

انتهت الشهادة 

شهادة الشيخ حسنين 

نقطة على هامش الموضوع .. أنا عمري ما تخيلت في حياتي ان الغباء يصل بالمجلس لأن يصدروا بيان يتهموا فيه 6 ابريل بالعمالة . 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Bird Gadget