السبت، 2 يوليو 2011

كارثة في الطريق

الحمد لله خلصت امتحانات انهاردة .. 
الفترة اللي فاتت دي كنت منقطع تماماً عن اللي بيجرى في البلد .. اي حد في هندسة فاهم ليه طبعاً ..

المهم .. اكتشفت ان انقطاعي عن الأحداث ده ميزة مش عيب ..
عارف لما تبعد فترة عن حد من صحابك .. سنة كدة ولا حاجة .. لما تشوفه تاني بتلاحظ تغيرات في ملامحه عن آخر مرة شوفته فيها .. بتلاحظ حاجات ماكنتش هاتلاحظها لو كنت بتشوفه كل يوم ..

آخر عهدي بأحداث ما بعد الثورة كان لما كل الناس كانت بتحيي وتشكر شباب الثورة على دورهم العظيم وتضحياتهم العظيمة واخلاصهم العظيم لبلدهم .. وبعدين بعدت عن المشهد لمدة شهر واحد .. ورجعت شفت مشهد مختلف تماماً ..

الداخلية ضربت ناس في قلب ميدان التحرير بالقنابل المسيلة للدموع .. ودلوقت بقى اي حد بينزل ميدان التحرير بيتقال عليه بلطجي .. حتى لو كان من أسر الشهداء ..

 حاسس انني ركبت آلة زمن ورجعت 6 اشهر لورا .. 

 ازاي اصلاً الأمن المركزي يدخل ميدان التحرير تاني ويضرب قنابل مسيلة للدموع عشان يطرد الناس .. بعد الثورة

تحس ان ضباط الأمن المركزي اما في قمة الغباء او في قمة السادية .. وفي كلا الحالتين اكيد مكافحة الشغب مش المكان المناسب ليهم .. 

 ازاي كده ؟  .. بعد الثورة خد بالك

 طب ازاي كده ؟ .. بعد الثورة برضه

ولو اني مبحبش الوفد .. بس اكيد مافيش دخان من غير نار .. يبقى ازاي كده ؟  

 وقبل ما نتهم حد بالكذب .. لازم ندور على الدافع من وراء كذبه الأول .. واكيد محدش هايكسب حاجة لما يتبلى على الداخلية .. يبقى ازاي كدة ؟

تقدر تقارن بين الداخلية قبل الثورة ودلوقت؟

انا عايزك ترجع بضهرك لورا وتبص للصورة من بعيد شوية .. وبعدين رد على سؤال بسيط ..


احنا بجد عملنا ثورة ؟



عندي شعور عنيف بأن في كارثة هاتحصل .. شعور بيعصرني عصر .. 

الكارثة دي حاجة من اتنين :

1- الثورة هاتتسرق مننا .. ودا بيحصل فعلاً بس شوية شوية .. واحنا للأسف نايمين على وداننا ومشغولين اوي بالدستور الأول ولا الانتخابات الأول ..

2- اننا ناخد بالنا من اللي بيحصل متأخر .. وساعتها لو حاولنا ننقذ الموقف .. هنلاقي نظام جديد-قديم كامل واقف في وشنا .. ونبقى بنعيد الكرة من جديد مع اختلاف بسيط .. اننا مش هنلاقي جنبنا الناس اللي خايفة من الانفلات الامني أو الناس اللي خايفة على اكل عيشها .. ببساطة هانبقى واقفين لوحدينا .. وتهم البلطجة و "تعطيل عجلة الانتاج" و "تهديد الاستقرار" -مش واخد بالك انتا- جاهزة ومستنيانا ..

 احساسي بالغضب اكبر بكتير من احساسي بالاحباط .. حاسس نفس الشعور اللي حسيت بيه يوم 28 .. بالرغم انه من يوم ما عدى وانا بادعي ربنا مانشوفوش تاني ..

انا مش ناوي اعيش لحد ما الاقي البلد رجعت لنقطة البداية .. ياما اخدلي عصاية على دماغي في فض مظاهرة .. او اتخنق من دخان قنبلة .. او اخدلي رصاصة مطاطي "اصابة خطأ" .. أو حتى يتقبض عليا بتهمة التحريض أو البلطجة واخدلي عشرة خمستاشر سنة في سجن حربي .. اي حاجة غير ان البلد تبقى بتغرق تاني وانا عايش وحاضر لحظة غرقها ..

العمر واحد والرب واحد .  

وللحديث بقية .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Bird Gadget